التدريب مفهومه وأهدافه
تقوم العملية التدريبية على مبدأ التطوير: تطوير العقل، تطوير المهارات، وتطوير الخبرات، فهي عملية نمو مستمرة لقدرات الفرد بشكل عام، وحتى يتحقق هذا النمو والتطوير على أكمل وجه، وفي أبلغ صورة، لا شكّ أننا نحتاج إلى كسر ثقافة الخوف من التجربة، ومحاربة كل جديد، كما نحتاج إلى تطوير عملية التعليم التقليدية التي اعتادت عليها الأجيال، والتي تقف عند حدّ التلقين، إلى الدمج بينها وبين الجانب التطبيقي للمعرفة.
مفهوم التدريب
التدريب (Training) – بشكل عام – هو تحسين الأداء، وتطوير الخبرات، واكتساب المهارات، في جميع مجالات الحياة سواء أكانت المجالات الشخصية أم مجالات العمل، أم أي مجال آخر، وقد تطور (مفهوم التدريب) عن المفهوم القديم التقليدي، الذي كان يقتصر على تنظيم الدورات التدريبية؛ لإكساب الأفراد المعارف والارتقاء بمهاراتهم وطريقة أدائهم؛ وتحفيز قدراتهم وإمكانياتهم، وترجمة معلوماتهم النظرية إلى واقع تطبيقي، بهدف تحسين مستوى العمل، وزيادة الإنتاجية، والوصول إلى حياة أفضل بشكل عام.
حيث أصبح المفهوم الحديث للتدريب أشمل وأوسع، إذ إنه يدور حول رؤية جديدة للإنسان، باعتباره مكمن الطاقة الحقيقي، وأساس التنمية، وعمود التطور، والمرتكز الرئيس في نهضة المجتمعات، وتشكّل الحضارات، ومن هنا فإن المفهوم الجديد للتدريب ينطلق من العمل على تحسين نوعية الأفراد والموارد، الأمر الذي يعدّ أساساً في تطور الحياة بكل قطاعاتها ومجالاتها، بغض النظر عن الكثرة في العدد.
نموذج المدرّب الناجح
المدرّب الناجح هو المدرّب المتمكّن من المجال الذي يدرّب فيه، والذي يملك أسلوباً يستطيع من خلاله جذب اهتمام المتدربين وانتباههم، وترغيبهم في التدريب، مع حرصه على بناء علاقات جيدة مع المتدربين تقوم على الثقة والمودّة، وفتح قنوات للتفاهم وتبادل الخبرات والمعارف معهم.
أنواع التدريب
ينقسم التدريب قسمين رئيسين:
التدريب الشخصي: ويهدف إلى تطوير الذات، وتحقيق الأهداف الشخصية، في أي مجال يرغب فيه الشخص المتدرب بتحسين أدائه ورفع إنجازه.
التدريب المهني: وهو تمكين المتدرب من المهارات الخاصة التي تتطلبها مهنته أو وظيفته، وجعله أكثر فاعلية وكفاءة وإنجازاً في مجال عمله.
ما الفرق بين التعليم والتدريب؟
– التعليم هو عملية نقل المعلومة والمعرفة، ويغلب عليه طابع الإلقاء، ويتم في مؤسسات تعليمية، كالمدارس والجامعات.
– أما التدريب، فهو عملية إكساب مهارات معينة، بالإضافة إلى المعلومات والمعارف، وله أساليب كثيرة، لكنها في المجمل تقوم على المشاركة والأداء، كما أنه يمكن أن يتم في أماكن مختلفة، مثل أماكن العمل، أو المراكز التدريبية، وغيرها.
ولا وجه للمقارنة والمفاضلة بين التعليم والتدريب، فلكلّ مجاله وأهميته.
أهداف التدريب الفردي
– تطوير المهارات، واكتساب المعلومات والمعارف، وتغيير القناعات وتعديل السلوكيات.
– تتناسب أهداف التدريب الفردي مع الدور الذي يقوم به الفرد المتدرب في الحياة، وهو الذي يقوم باختيار المجال الذي يرغب بالتدرب فيه.
– قد يكون التدريب الفردي في مجال من مجالات الحياة العامة، كالتدريب على كيفية التعامل مع الأبناء مثلاً، أو اكتساب عادات جيدة، وقد يكون في مجال من مجالات العمل يختاره الشخص المتدرب، لزيادة فرص حصوله على وظيفة، أو لزيادة فرص حصوله على ترقية في العمل.
أهداف التدريب المؤسسي
– الجودة في الأداء.
– زيادة الإنتاج.
– القدرة على الاستمرار في المنافسة مع المؤسسات الأخرى.
– تحقيق الاستجابة لمتطلبات سوق العمل والمجتمع.
– رفع كفاءة العاملين، وإكسابهم القدرة على العمل وفق معايير الجودة.
– اكساب المتدربين القدرة على التعامل مع آليات وأدوات حديثة.
– تنمية قيم إيجابية لدى المتدرب، مثل: الالتزام بالوقت، العمل الجماعي، تحمّل المسؤولية.
– تقليل النفقات: وهو نتيجة طبعية تحصل عندما ترتفع كفاءة العاملين ويتحسّن أداؤهم.
– إنجاز المهام بوقت أقل.
– تنمية شعور ولاء العاملين لمؤسستهم: وذلك حين يشعر العاملون بحرص المؤسسة على مساعدتهم في تنمية أنفسهم داخل وخارج العمل.
– تقليل حوادث العمل: ويكون ذلك من خلال تدريب العاملين على الاستخدام الصحيح للآليات.
لقد بات التدريب الأسلوب الأمثل، والمنهج الأفضل للحصول على التغيير على مستوى الفرد أو على مستوى المؤسسة، وحتى يسير التدريب في مساره الصحيح، فلا بدّ أن يكون موجهاً نحو أهداف معينة، ومنظماً بطريقة توصل إلى غايات مدروسة، وأن تستخدم فيه الأساليب الصحيحة التي تتوافق مع الأهداف المنشودة. وإنّ من أنجح أشكال التدريب ذلك الذي يُحدث تغييراً حقيقياً في جوهر الإنسان، ويؤثر في سلوكياته وقناعاته، ويصحح توجّهاته وقيمه.